top of page

الذكاء الاصطناعي: مستقبل التكنولوجيا وتحولات الحياة وتأثيراته الاقتصادية


تصوير بالذكاء الاصطناعي لدراجة

في الوقت الحالي، يشهد العالم توافرًا غير مسبوق في البيانات الرقمية، بالإضافة إلى تطور متسارع في القدرات الحاسوبية. هذا التطور المتسارع ساهم في تمكين معالجة تلك البيانات الضخمة وفي بناء خوارزميات حاسوبية تقترب من القدرات البشرية، مما أدى في النهاية إلى ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي.


نبذة تعريفية عن الذكاء الاصطناعي:

يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه مجال من مجالات علوم الحاسوب يركز على بناء أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل التعلم والاستدلال والتطوير الذاتي. يُطلق عليه أيضًا "ذكاء الآلة". بالنظر إلى التطبيقات الحديثة القائمة على البيانات، يمكن تعريفه أيضًا بأنه أنظمة حاسوبية تستخدم تقنيات قادرة على جمع البيانات واستخدامها للتنبؤ أو التوصية أو اتخاذ القرارات. يصنف الذكاء الاصطناعي وفقًا لقدراته إلى ثلاثة أنواع مختلفة كالتالي: الذكاء الاصطناعي الضيق، والذكاء الاصطناعي العام، والذكاء الاصطناعي الخارق. الذكاء الاصطناعي الضيق يُطبق حاليًا، بينما العام والخارق ما زالا أفكارًا نظرية. يتبع الذكاء الاصطناعي عدة مجالات منها تقنيات تعلم الآلة. يمكن تقسيم تقنيات تعلم الآلة إلى ثلاثة أقسام وهي: التعلم الموجه والتعلم غير الموجه والتعلم المعزز. الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة تعتمد على التعلم العميق، الذي يعد أحد أبرز مجالات تعلم الآلة اليوم.


اثنين سكوتر بسكل وشخيصن

كيف يمكن الاستفادة من استخدام الذكاء الاصطناعي؟

استخدم الذكاء الاصطناعي في أكثر من 300 حالة في عام 2017، وفقًا لتقرير من PwC. يمكن تصنيف استخدامات الذكاء الاصطناعي بناءً على الهدف منها إلى أتمتة المهام أو تعزيز القدرات.

  1. أتمتة المهام: العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي تستهدف أتمتة المهام الروتينية، مما يوفر الوقت والجهد في العمليات الصناعية وإدارة المستودعات والنقل. وأشار تقرير من Deloitte إلى أن الأتمتة يمكن أن توفر مليارات ساعات عمل ومليارات الدولارات للحكومة الفيدرالية الأمريكية.

  2. تعزيز القدرات: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات الأفراد ودعمهم في اتخاذ القرارات في مختلف المجالات مثل الطب والتعليم والاقتصاد والطاقة. توقع تقرير من Gartner أن تقنيات تعزيز القدرات باستخدام الذكاء الاصطناعي ستخلق قيمة مالية تقدر بمليارات الدولارات وتوفر مليارات ساعات عمل في عام 2021.

اذ ايضا يمكن الاستفادة من التقنيات والتطبيقات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات والحالات، منها

  1. الطب والرعاية الصحية: يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وتوجيه العلاج، وأيضًا في تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والأشعة المقطعية. كما يمكن أن يُستخدم لتطوير أنظمة مساعدة ذكية للأطباء.

  2. المراقبة والأمان: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للمراقبة والكشف عن الأنشطة غير المرغوب فيها في أماكن مثل المباني والمطارات والمتنزهات، بالإضافة إلى تحسين أنظمة الأمان والتعرف على الوجوه.

  3. الصناعة: يمكن تحسين عمليات التصنيع والإنتاج باستخدام الروبوتات والأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من الكفاءة ويقلل من الأخطاء.

  4. المالية: يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المالية والتوصية بالاستثمارات وتوقعات السوق.

  5. التعليم: يُمكن تطبيق التقنيات الذكية لتحسين تجربة التعلم عبر الإنترنت وتقديم محتوى تعليمي مخصص.

  6. السيارات الذكية: يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير السيارات الذاتية القيادة وزيادة الأمان على الطرق.

  7. التسويق وخدمة العملاء: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستهلكين وتقديم توصيات وخدمات مخصصة.

  8. تحليل البيانات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات الضخمة واستخراج المعلومات الهامة منها.

  9. الزراعة: يمكن تطبيق التقنيات الذكية في تحسين ممارسات الزراعة وزيادة إنتاج المحاصيل.

  10. الترجمة الآلية: تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة الترجمة الآلية لفهم وترجمة النصوص بين لغات مختلفة.


مخاطر الذكاء الاصطناعي

ماهي مخاطر الذكاء الاصطناعي؟

تبني الذكاء الاصطناعي يصاحبه مجموعة من المخاطر، بما في ذلك التحيز، والهجمات السيبرانية، والتزييف العميق، والأسلحة ذاتية العمل، والبطالة.

  1. التحيز: تُعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي المشبوهة أحد أهم المخاطر، حيث يمكن أن تتغير النتائج بناءً على الجنس أو العرق أو اللون. هذا الأمر يشكل تهديدًا خطيرًا، خاصة عند استخدام مثل هذه الخوارزميات في القطاعات الحساسة مثل الأمن والصحة والقضاء والمالية.

  2. الهجمات السيبرانية: يمكن أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للبحث عن ثغرات برمجية بهدف اختراق الأنظمة وتنفيذ هجمات إلكترونية تسفر عن أضرار بالغة، وربما خسائر في الأرواح، وذلك عند استهداف قطاعات حيوية مثل النقل والمواصلات وأنظمة المستشفيات.

  3. التزييف العميق: تقنيات التزييف العميق (Deepfake) هي واحدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أثارت مخاوف كبيرة في الوقت الحالي. تتيح هذه التقنية إنشاء صور أو مقاطع فيديو وهمية يصعب اكتشاف تلاعبها. يمكن استغلال هذه التقنية لنشر معلومات زائفة تؤثر على الرأي العام أو تسبب أضرارًا لشخصيات مشهورة. توقع تقرير من Gartner أن نسبة 20٪ من هجمات الهندسة الاجتماعية ستعتمد على تقنيات التزييف العميق في السنوات القليلة القادمة.

  4. الأسلحة ذاتية العمل: يجري حالياً تطوير أسلحة ذاتية التشغيل تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتتميز بدقة عالية في استهداف الأهداف. بعض الخبراء يرون أن هذه الأسلحة ستحدث ثورة ثالثة في مجال الحروب بعد البارود والأسلحة النووية. عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين، تعمل على تطوير هذه الأسلحة.

  5. البطالة: إحالة الأعمال الروتينية إلى الآلات باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتسبب في فقدان وظائف بشرية. وفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي، من المتوقع أن يؤدي الذكاء



دراجة بسكل كهربائية

ماهو مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

مستقبل الذكاء الاصطناعي يبدو واعدًا بشكل كبير، حيث يتوقع الخبراء أن تتوسع نطاقات تطبيقاته في مختلف المجالات مثل الطب والصناعة والتسويق وغيرها.


من المتوقع أيضًا أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في حل العديد من التحديات البشرية، مثل التغير المناخي والرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة.


بالإضافة إلى ذلك، توقعات بأن تشهد السنوات القادمة زيادة كبيرة في الاستثمارات والبحوث في مجال الذكاء الاصطناعي، مما سيسهم في تطوير تقنيات جديدة ومبتكرة تعزز من قدراته وتطبيقاته في مختلف المجالات.


وصف أندرو إنج، العالم البارز في مجال الذكاء الاصطناعي، الذكاء الاصطناعي بأنه "الكهرباء الجديدة" بناءً على التأثير المتوقع له في المستقبل. من المتوقع أن تصبح تطبيقاته جزءًا من الحياة اليومية في جوانب متعددة، بدءًا من تحضير الطعام إلى العمل في المصانع.


تقرير من جارتنر يتوقع أن يتم أتمتة ما يصل إلى 69٪ من الأعمال الإدارية الروتينية بحلول عام 2024. وفقًا لتقرير من بي دبليو سي (PwC)، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بمقدار 15.7 تريليون دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مما يعادل حوالي 58 تريليون ريال سعودي.


سيشهد سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي نموًا ملحوظًا، حيث من المتوقع أن يصل إلى حوالي 134.8 مليار دولار (حوالي 505 مليار ريال سعودي) بحلول عام 2025. من المتوقع أن يتسارع نمو السوق بشكل كبير، حيث يتوقع زيادة بنسبة 31.1٪ بين عام 2021 وعام 2025، متجاوزًا بذلك النمو الإجمالي لسوق البرمجيات.



bottom of page